مقدار التغيير في صحة الجسم عند التوقف عن شرب الكحول
قد يكون التوقف عن شرب الكحول خطوة صعبة في البداية خصوصا عند المعتادين على الشرب.
الاعتياد على شرب المشروبات الكحولية والخمور يوثر على صحة الجسم على المدى الطويل والمتوسط. وعند التوقف عن الشرب تبدأ حصول تغيرات صحية في الجسم.
سنستعرض في هذه المقالة مقدار التغير من يوم واحد إلى اول شهر.
وسيشمل فوائد التوقف عن شرب الكحول وتأثير الكحول على الجسم.
ما الي يحصل لأجسامنا عند التوقف عن شرب الكحول؟
في غضون بضعة أيام فقط، تبدأ الكحول بمغادرة مجرى الدم، مما يحسن الحالة المزاجية ويحسن صحة الجهاز الهضمي ويساعد في محاربة العدوى.
بعد شهر، ستلاحظ انخفاضًا في نسبة الكوليسترول وفقدان في الوزن. كل هذا يؤدي في النهاية إلى انخفاض كبير في خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
في غضون بضعة أشهر، سوف تبدأ برؤية صباح أكثر اشراقاً وأكثر نشاطاً، كما ستقل خطر الإصابة بسبعة أنواع من السرطان وبعض أمراض الكبد.
من دقيقة واحدة إلى 10 دقائق
عند شرب كمية كافية من الكحول لتشعر بحالة من السكر، يبدأ الجسم بسلسلة من التغيرات الجسدية.
عندما تشرب الكحول، فإنها تدخل المعدة والأمعاء، ويتم امتصاصها لمجرى الدم عبر بطانة المعدة والأمعاء.
وعندما يصل مستوى الكحول في الدم إلى نقطة يصبح فيها الشخص مخموراً، فإن الأوعية الدموية تبدأ بالتقلص بشكل كبير، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
في هذه المرحلة، تكون الكحول قد تلاعبت بنظام المكافأة في الدماغ. وترتفع مستويات هرمون الدوبامين، مما يؤدي إلى الشعور بالنشوة.
وتعمل الكحول في نفس الوقت على تقليل مادة كيميائية أخرى في الدماغ الجلوتامات 'Glutamate' وهي المادة المسؤولة عن نشاط الدماغ ومستويات الطاقة، مما يؤدي إلى تباطؤ الأفكار والمشاعر.
الكحول مدر للبول: مدررات البول هي مواد تمنع الإشارات التي يرسلها المخ إلى الكلى، والتي تأمرها باحتجاز الماء داخل الجسم. وهذا يجعل السوائل تتدفق بشكل أسرع خارج المثانة.
بعد ساعة واحدة
تصل الكحول إلى الكبد عبر مجرى الدم، حيث تبدأ في التحلل.
مع اسمترار التحلل واختفاء الكحول من مجرى الدم، تبدأ الأوعية الدموية بالتمدد (التوسع)، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ بضغط الدم.
يفيد انخفاض ضغط الدم خلايا المخ أيضًا، مما يحسن توصيل العناصر الغذائية إلى الدماغ مما يحسن التواصل بين مناطقه المختلفة.
يؤدي ذلك إلى توقف التلعثم، ويتحسن التوازن، ويبدأ عقلك باالشعور بمزيد من الوضوح.
تعتمد سرعة الإفاقة على مقدار الطعام الذي تم تناوله بعد الشرب.
بعد ثمان ساعات
سيشعر معظم الأشخاص بالنعاس، في غضون أربع إلى ثماني ساعات بعد جلسة الشرب.
وذلك لأن الكحول يحفز إطلاق مواد كيميائية في المخ لها خصائص مهدئة.
ومع ذلك، من المحتمل أنك لن تحصل على أفضل نومة في وقت الليل، فقد تستيقظ وأنت تشعر بالغثيان أو التعب أو الانفعال في الصباح بعد الشرب.
ولكن بمجرد الإقلاع عن الشرب، يمكنك أن تتوقع الشعور بالانتعاش.
هناك سبب آخر لتأثير الكحول على النوم وهو تأثيره على درجة حرارة الجسم. يؤدي تمدد الأوعية الدموية إلى زيادة الدم الدافئ بالقرب من سطح الجلد، مما يؤدي إلى التعرق الليلي الذي يمكن أن يوقظك.
بعد 12 ساعة
بعد 12 ساعة، تخرج الكحول من مجرى الدم تمامًا، ولا تستطيع اختبارات قياس نسبة الكحول اكتشافها. وتتقلص الأوعية الدموية إلى حجمها الطبيعي.
يبدأ الدوبامين في الانخفاض إلى مستويات منخفضة بشكل كبير، مما قد يسبب ببعض الشعور بالحزن المستمر.
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من إدمان الكحول، يمكن أن يكون هذا مقلق لهم بشكل خاص.
من المرجح أن يبدأ الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول في المعاناة من أعراض أكثر حدة، بما في ذلك الرعشة والنوبات.
كما سيشعر الشخص بالآثار الكاملة للجفاف (بسبب التأثيرات المدرة للبول للكحول) في هذه المرحلة. وتقوع حصول تعب وضعف وعطش وصداع وآلام في العضلات وغثيان ودوار وتعرق.
بعد ثلاث أيام
في حين أن الكحول يخرج في الغالب من مجرى الدم في هذه المرحلة، فإنه يظل في الجهاز الهضمي، حيث يمكن أن يسبب أعراضًا مثل الإمساك والوجع لمدة تصل إلى عدة أيام.
ويمكن للكحول أن يدمر البكتيريا الجيدة بينما يغذي البكتيريا السيئة، ويؤدي نمو البكتيريا السيئة إلى آلام في المعدة وإمساك وارتفاع في مستويات حمض المعدة.
بعد حوالي يومين من التوقف عن الشرب، يتم تطهير الكحول تمامًا من الجسم، مما يتسبب في عودة مجرى الدم والكلى إلى العمل بشكل طبيعي.
وفي غضون يومين إلى ثلاثة أيام أخرى، تعود حركة الأمعاء إلى طبيعتها، ويخف الإمساك والإسهال والألم.
بعد أسبوع
الكحول مادة مثبطة لوظائف الجهاز العصبي مما يمكن أن يزيد من حدة القلق، لذا فإن الإقلاع عن الكحول يمكن أن يحسن صحتك العقلية أيضًا.
تعود المواد الكيميائية مثل الدوبامين والسيروتونين إلى مستوياتها الطبيعية بعد حوالي سبعة أيام، مما يؤدي إلى تحسن الحالة المزاجية وزيادة الطاقة.
بعد أسبوعين
إن تجنب تناول الكحوليات لبضعة أسابيع قد يجعل بشرتك أكثر أشراقاً. لأن تناول الكحوليات قد يؤدي إلى جفاف البشرة، مما يجعلها تبدو منتفخة وباهتة وجافة.
وهذا يعني أن الإقلاع عن تناول الكحوليات قد يعزز من مظهر البشرة ويجعلها تبدو أكثر صحة.
هذا لأن الكحوليات مدرة للبول - وهذا يعني أنها تشجع الجسم على التبول. وعندما تشرب الكحول، تفقد بشرتك السوائل والعناصر الغذائية اللازمة للبقاء بصحة جيدة.
بعد ثلاثة أسابيع
ليس من المستغرب أن يساعدك الإقلاع عن الكحول على التخلص من الوزن الزائد. كما يمكنك رؤية الفوائد على محيط خصرك بعد بضعة أسابيع فقط من عدم تناول الكحول.
يحتوي الكحول على حوالي سبع سعرات حرارية لكل جرام - وهذا يعادل السعرات الحرارية الموجودة في الدهون النقية.
يحتوي نصف لتر من البيرة على أكثر من 200 سعر حراري وكأس النبيذ القياسي يحتوي على أكثر من 150 سعرًا حراريًا. وهذا يعادل دونات مدهنة أو اثنين من أقراص الشوكولاتة على التوالي.
تحتوي المشروبات الكحولية مثل النبيذ والبيرة أيضًا على سعرات حرارية إضافية من السكريات والنشا الموجودة في المشروب.
ولكن هذه السعرات الحرارية الإضافية تعتبر "سعرات حرارية فارغة"، أي أنك لا تحصل على أي مغذيات أو فائدة من هذه السعرات الحرارية، مما يجعل من السهل جدًا زيادة الوزن.
أربع أسابيع وما بعد
تم ربط الكحول بسبعة أنواع مختلفة من السرطان بما في ذلك سرطان الأمعاء وسرطان الثدي وسرطان الكبد وسرطان الفم.
لذا فإن الإقلاع عنه له تأثير كبير على صحتك.
التوقف عن تناول الكحول لمدة شهر واحد فقط سيعطي الكبد فرصة لبدء إصلاح نفسه وتجديد خلاياه.
عادةً ما يقوم الكبد بتصفية السموم من الدم، وتنظيم السكر والكوليسترول، ويساعد في مكافحة العدوى والأمراض.
لذا، فإن إبعاده عن الكحول يمكن أن يسمح له بمواصلة وظائفه بدلاً من الاضطرار إلى تصفية الكحول، كما يقول الخبراء.
على الرغم من أن الكبد مرن، إلا أنه في كل مرة يقوم فيها بتصفية الكحول تموت بعض خلايا الكبد.
وكلما زاد تناول الكحول، كلما زادت صعوبة تجديد خلايا الكبد.
بعض الأضرار التي تلحق بالكبد بسبب الشرب لا يمكن إصلاحها، على سبيل المثال تليف الكبد، حيث يصبح العضو ملئ بالندوب. لكن الإقلاع عن الكحول يمكن أن يمنع المزيد من الضرر أو تطور المرض.
المصدر: ديلي ميل