أشهر أدوية علاج السمنة المستعملة في الطب الحديث وكيف تعمل؟

مقدمة

مع تزايد انتشار السمنة وارتباطها بمخاطر صحية متعددة، دخلت عدة أدوية جديدة قوائم العلاجات السريرية التي تُستخدم مع تعديل النمط الغذائي والنشاط البدني. في هذا المقال نستعرض أشهر هذه الأدوية (مثل سيماغلوتايد، تيرزبيتايد، ليراجلوتايد، أورليستات، Qsymia، Contrave) ونوضّح آلية العمل، الفعالية المتوقعة، والآثار الجانبية الأساسية لمساعدة القارئ على فهم الخيارات المتاحة.

كيف تعمل هذه الأدوية باختصار؟

• مشتقات الإنكريتين (GLP-1 وGIP): مثل سيماغلوتايد (Wegovy/Ozempic) وتيرزبيتايد (Zepbound/Mounjaro) تقلل الشهية وتبطئ تفريغ المعدة وتساعد على فقدان الوزن عبر تنظيم إشارات الجوع والشبع. تيرزبيتايد يعمل على مستقبلات GIP وGLP-1 معاً، ما يعطيه تأثيرًا أقوى طبقا لبعض الدراسات.
• مثبطات امتصاص الدهن: أورليستات (Xenical/Alli) يمنع امتصاص جزء من الدهون الغذائية في الأمعاء، مما يقلل السعرات الممتصة.
• مركبات مركزية وخلائط: مثل Qsymia (فنتيرامين + توبيرامات) وContrave (نالتريكسون + بوبروبيون) تعمل على تقليل الشهية وتعديل مركز المكافأة في الدماغ.

أشهر الأدوية: ملخّص سريع لكل واحد

1) سيماغلوتايد — (Wegovy / Ozempic)

الآلية: مستقبلات GLP-1 — يقلل الشهية ويبطئ تفريغ المعدة.
الفعالية المتوقعة: الدراسات أظهرت نسب فقدان وزن ملحوظة بالمقارنة مع العلاج الوهمي عند المتابعة مع نظام غذائي وممارسة الرياضة. وقد حصل دواء Wegovy أيضًا على موافقات موسّعة مؤخرًا لوجود فوائد للقلب لبعض الأشخاص.

2) تيرزبيتايد — (Zepbound / Mounjaro)

الآلية: ينشط مستقبلات GIP وGLP-1 معاً — تأثير مزدوج على الشهية والأيض.
الفعالية: نسب فقدان الوزن عادة أعلى من بعض أدوية GLP-1 الأخرى في التجارب السريرية، ما جعله خيارًا بارزًا للعلاج. تمت الموافقة عليه لتنظيم الوزن للبالغين من قبل بعض الجهات الصحية في الولايات المتحدة.

3) ليراجلوتايد — (Saxenda)

الآلية: يتبع عائلة GLP-1، يستعمل بجرعات مخصصة للسمنة.
ملحوظة: الدواء فعال ولكن قد يسجل فقدان وزن أقل نسبيًا من الأدوية الأحدث مثل تيرزبيتايد.

4) أورليستات — (Xenical / Alli)

الآلية: يمنع إنزيم الليباز المعوي، يقلل امتصاص الدهون (حوالي 25% من دهون الطعام).
الآثار الجانبية: أعراض هضمية مزعجة (براز زيتي، غازات، الحاجة المفاجئة للتبرز) وتحتاج نظام غذائي قليل الدهن للعمل بفعالية.

الآثار الجانبية والتحذيرات العامة

الآثار المعروفة للأدوية الجديدة (GLP-1 / GIP) غالبًا ما تكون غثيان، قيء، إسهال، إمساك، وظهور حصى المرارة، وفي حالات نادرة تقارير عن التهاب البنكرياس أو تأثيرات على الشبكية في مرضى السكري. يجب مراجعة الطبيب عند وجود أي ألم بطني شديد أو أعراض تنفسية/قلبية.

الأورليستات يسبب أعراض هضمية ملحوظة، ويجب مراقبة مستويات الفيتامينات والدهون.

بعض الأدوية المركّبة (Qsymia/Contrave) لها تحذيرات تتعلق بالضغط النفسي، الصرع، أو التداخلات الدوائية؛ لذلك لا توصف إلا بعد تقييم طبي شامل.

كيف تختار العلاج المناسب؟ (نصائح عملية)

• تقييم طبي كامل: تحديد مؤشر كتلة الجسم BMI، الأمراض المزمنة (سكري، ارتفاع الضغط، الأمراض قلبية)، والتاريخ الطبي الخاص بالمريض.
• مناقشة الأهداف الواقعية: كثير من الأدوية تعطي فقدان وزن بطئ وتدريجي وعلى مدى أشهر.
• متابعة دورية: تقييم الاستجابة والآثار الجانبية بعد 12–16 أسبوعًا لتحديد الاستمرار أو التوقف.

خاتمة

الأدوية الحديثة أعطت خيارات فعّالة لعلاج السمنة، لكن اختيار الدواء الصحيح ومتابعته يجب أن يكون تحت إشراف طبيب مختص.

إذا كنت تفكّر في أيّ علاج دوائي للسمنة: اتصل بطبيبك لمناقشة الوضع والفوائد المحتملة، والتأكد من عدم وجود تداخلات دوائية، ووضع خطة متكاملة (دواء + نظام غذائي + نشاط بدني).