اضطرابات الغدة الدرقية وتأثيرها على الوزن
تُعد الغدة الدرقية من الغدد الصماء الحيوية في الجسم، إذ تلعب دورًا محوريًا في تنظيم عملية الأيض وحرق السعرات الحرارية. لذلك، فإن أي اضطراب في وظائفها، سواء قصورًا أو فرط نشاط، يمكن أن ينعكس مباشرة على الوزن وصحة الجسم. كثير من الأشخاص يعانون من زيادة أو نقصان في الوزن دون معرفة أن السبب قد يكون خللاً في الغدة الدرقية.
ما هي الغدة الدرقية ووظيفتها؟
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة العنق، وتفرز هرمونين رئيسيين هما الثيروكسين (T4) والثيروكسين الثلاثي (T3).
تتحكم هذه الهرمونات في معدل الأيض، أي السرعة التي يحوّل بها الجسم الطعام إلى طاقة، وعندما يحدث اضطراب في إفراز هذه الهرمونات، تتأثر كل عمليات الجسم تقريبًا، بما في ذلك الوزن، والطاقة، ونبض القلب، ودرجة حرارة الجسم.
متى تؤثر الغدة الدرقية على الوزن؟
تؤثر الغدة الدرقية على الوزن في حالتين رئيسيتين: قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية.
1. قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism)
يحدث عندما لا تفرز الغدة كمية كافية من الهرمونات، مما يؤدي إلى بطء الأيض، وبالتالي احتباس السوائل وتراكم الدهون وزيادة الوزن.
من أهم أعراض القصور:
- الشعور الدائم بالتعب والخمول.
- زيادة الوزن رغم قلة الأكل.
- جفاف الجلد وتساقط الشعر.
- بطء ضربات القلب والشعور بالبرودة.
عادةً ما تكون الزيادة في الوزن طفيفة إلى متوسطة، لكنها مزعجة لأنها مقاومة للحمية والرياضة ما لم يُعالج السبب الهرموني.
2. فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)
في هذه الحالة تفرز الغدة كمية زائدة من الهرمونات، مما يسرّع عملية الأيض بشكل مفرط ويؤدي إلى نقصان الوزن السريع رغم تناول الطعام بشكل طبيعي أو حتى مفرط.
الأعراض تشمل:
- فقدان الوزن غير المبرر.
- تسارع ضربات القلب.
- العصبية الزائدة والتعرق.
- ضعف العضلات ورجفة اليدين.
ورغم أن فرط النشاط لا يسبب السمنة مباشرة، إلا أن العلاج الدوائي أو الجراحي له قد يؤدي أحيانًا إلى زيادة الوزن عند استقرار الهرمونات.
العلاقة بين الغدة الدرقية والسمنة
ليس كل من يعاني من السمنة مصابًا بخلل في الغدة الدرقية، لكن قصور الغدة يُعد من الأسباب الهرمونية الشائعة وراء بطء الأيض.
في بعض الحالات، يكون خلل طفيف في الهرمونات كافيًا لزيادة الوزن بمقدار 2 إلى 5 كجم، خاصة إذا ترافق مع نمط حياة خامل أو تغذية غير متوازنة.
كما أن اضطراب الغدة يمكن أن يؤثر على الشهية ومستوى النشاط، مما يجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة.
كيفية تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية
يُشخّص الطبيب الحالة من خلال تحليل دم بسيط (TSH وT3 وT4)، إضافة إلى الفحص السريري وأحيانًا الأشعة فوق الصوتية للغدة.
إذا كانت نتائج التحاليل غير طبيعية، يحدد الطبيب نوع الخلل ويضع خطة العلاج المناسبة.
علاج اضطرابات الغدة الدرقية وتحسين الوزن
في حالة القصور: يُعطى المريض علاجًا تعويضيًا بهرمون الثيروكسين بجرعة محددة، مما يساعد على عودة الوزن إلى طبيعته تدريجيًا.
في حالة فرط النشاط: يعتمد العلاج على الأدوية المثبطة للغدة أو العلاج باليود المشع أو الجراحة.
تعديل نمط الحياة: النظام الغذائي المتوازن، والنوم الجيد، والنشاط البدني المنتظم ضرورية للحفاظ على الوزن بعد استقرار الهرمونات.
نصيحة ختامية
إذا كنت تعاني من زيادة وزن غير مبررة أو فقدان وزن سريع، فلا تتجاهل احتمال وجود خلل في الغدة الدرقية.
زيارة طبيب متخصص وإجراء التحاليل الهرمونية خطوة بسيطة لكنها ضرورية.
تعليقات
إرسال تعليق